تشكل العمارة ذاكرة المجتمعات وحاضرها والمستقبل الذي يطمح للتغيير والتطور للأفضل من خلال استغلال كل الإمكانات التكنولوجية ومما لا شك فيه أن العمارة بمفهومها الواسع والشامل تفوق الكتل المبنية لتمثل الفراغات التي يعيش فيها الإنسان، ويتأثر بها وتؤثر فيه، فراغات تحتضن وظائفه ونشاطاته الإنسانية والإجتماعية المختلفة، وكلما كانت تتوافق مع إنسانيته وحاجاته كان تأثيرها إيجابيا على الفرد وراحته وإنتاجيته وسعادته وكلما بعدت عن ذلك بدأت تظهر آثارها السلبية ولا يتوقف المعماريون عن السعي نحو تطوير التوجهات المعمارية فظهرت مصطلحات معمارية كالعمارة الذكية، العمارة المستدامة، العمارة الخضراء، والعمارة الصديقة للبيئة وغيرها.
وانطلاقا من الأهمية التي تحظى بها بنها في العمارة المصرية بدءا من الموروث المصري القديم في "أتريب" مرورا بمنشآت العصر الحديث لأسرة محمد علي وصولا إلى المشروعات القومية الحالية والمستقبلية؛ تأسس قسم الهندسة المعمارية عام (2016) ليكون أحدث أقسام كلية الهندسة ببنها ويكون نواة لتخريج كوادر هندسية تستكمل مسيرة البناء والتنمية، وحتى يتم التطوير بطابع محلي فإن قسم العمارة بكلية الهندسة ببنها يأخذ على عاتقه منذ اليوم الأول لتأسيسه تكوين شخصية معمارية متفردة ذات طابع محلي مستند على الخبرات المحلية والعالمية ليكون الخريج مواكبا للتطور التكنولوجي العالمي ولكن بصبغة محلية تحمل روح وشخصية المكان.
ويحرص قسم الهندسة المعمارية على تلمس احتياجات المجتمع عبر اختيار مشروعات الطلاب التي تلبي الاحتياجات المحلية، وعبر مشاركته في مسابقات محلية وعالمية ليكتسب الطلاب الخبرات ولتكون بصماتهم متواجدة في بعض المعالم، ومشاركة أعضاء القسم في العديد من ورش العمل المحلية والمؤتمرات المحلية والدولية.